شركاء النجاح

يانسن دايماً معاك

قصة التأسيس

في عام 1955، في قلب حي حلمية الزيتون العريق بالقاهرة، بدأت قصة يانسن عندما أسس "برينت يانسن" الألماني شركته الصغيرة. كانت رؤيته واضحة: إنشاء شركة تجمع بين الخبرة الأوروبية المتطورة والأيدي المصرية الماهرة.

سرعان ما اكتسبت الشركة سمعة طيبة في صناعة المراتب، مزجت بين الدقة الألمانية والذوق المصري الأصيل. وعلى الرغم من أن اسمها كان أجنبياً، إلا أن روحها كانت مصرية خالصة، تنبض بالطموح والإبداع.

مع نهاية الستينيات، شهدت الشركة تحولاً جذرياً عندما انتقلت ملكيتها إلى رجل الأعمال المصري مصطفى النجار. هذا التحول لم يكن مجرد تغيير في الملكية، بل كان بداية لعصر جديد من النمو والابتكار، مع الحفاظ على الأسس القوية التي وضعها مؤسسها الألماني

رؤيةمصطفى النجار : الجودة للجميع

مصطفى النجار، رجل الأعمال المصري العصامي، لم يكن مجرد مستثمر عادي. بدأ مسيرته المهنية في مصنع يانسن بحلمية الزيتون، حيث تعلم أسرار الصناعة من الداخل. ما ميز النجار كان إيمانه الراسخ بفكرة أن الجودة العالية يجب أن تكون في متناول الجميع، وليست حكراً على
الطبقات الثرية.

رؤية النجار كانت ثورية في وقتها: "الجودة والمتانة ليست مقرونة بالمال" هذا الشعار أصبح حجر الأساس لفلسفة يانسن تحت قيادته. عمل بجد لتحقيق هذه الرؤية، مستثمراً في التكنولوجيا والابتكار لإنتاج مراتب عالية الجودة بأسعار معقولة.

تحت قيادة النجار، تحولت يانسن من مجرد مصنع إلى مؤسسة صناعية رائدة. نجح في توسيع خطوط الإنتاج، وتحسين جودة المواد الخام المحلية لتنافس نظيراتها الأجنبية. هذا النهج لم يؤد فقط إلى تحسين جودة المنتجات، بل ساهم أيضاً في دعم الاقتصاد المحلي وخلق فرص عمل للمصريين.

إن رؤية مصطفى النجار وإصراره على تقديم الجودة للجميع هي ما جعل يانسن اسماً موثوقاً به في كل بيت مصري، وأساساً قوياً لنموها المستمر على مدى عقود

صعود يانسن إلى الريادة في السوق

مع مرور الوقت، تمكنت شركة يانسن من ترسيخ مكانتها كرائدة في صناعة المراتب في مصر. هذا النجاح لم يكن وليد الصدفة، بل نتيجة استراتيجية متكاملة جمعت بينالجودة العالية والأسعار المناسبة لكافة الفئات

أحد أهم عوامل نجاح يانسن كان قدرتها على التحكم في جميع مراحل الإنتاج. بدلاً من الاعتماد على موردين خارجيين، قامت الشركة بتطوير قدراتها لإنتاج كافة المواد الخام اللازمة لصناعة المراتب. هذا النهج التكاملي مكن يانسن من ضمان جودة منتجاتها من البداية إلى النهاية، وساعدها على خفض التكاليف وتقديم أسعار تنافسية

علاوة على ذلك، لعبت يانسن دوراً محورياً في تطوير الصناعة المحلية. من خلال الاستثمار في تحسين الخامات المصرية، نجحت الشركة في رفع جودتها لتنافس الخامات الأجنبية.هذا الالتزام بالصناعة المحلية لم يعزز فقط جودة منتجات يانسن، بل ساهم أيضاً في تقوية الاقتصاد المصري ككل

مع توسع الشركة، حافظت يانسن على التزامها بتلبية احتياجات جميع شرائح المجتمع. قدمت مجموعة متنوعة من المنتجات لتناسب مختلف الأذواق والميزانيات، مما جعلها الخيار الأول للعديد من الأسر المصرية

هذا المزيج من الجودة العالية،والأسعار المعقولة، والالتزام بالصناعة المحلية، والتنوع فى المنتجات، هو ما دفع يانسن إلى قمة السوق المصري، وجعلها نموذجاً يحتذى به في عالم صناعة المراتب والأثاث المنزلي.

الابتكار والتوسع: من المحلية إلى العالمية

مع بداية التسعينيات، دخلت يانسن مرحلة جديدة من النمو والتوسع. في عام1996، اتخذت الشركة خطوة جريئة بتأسيس مصنعها في مدينة العبور الصناعية، مما مثل نقطة تحول في تاريخها هذا التوسع كان على محورين رئيسيين

التوسع العمودي: تمكنت يانسن من إنتاج جميع المواد الخام اللازمة لصناعة المراتب. هذا النهج التكاملي عزز جودة منتجاتها وخفض التكاليف، كما فتح فرص عمل جديدة للعمالة المصرية الماهرة
التوسع الأفقي: نجحت الشركة في الانتشار في جميع أنحاء مصر، مما جعل منتجاتها في متناول المستهلكين في كل محافظة

بحلول عام 2001، أصبحت يانسن رائدة في صناعة الإسفنج وكافة خامات المراتب، مما عزز مكانتها كشركة متكاملة في مجال صناعة الأثاث المنزلي.

لكن طموحات يانسن لم تتوقف عند حدود مصر. بدأت الشركة في التوسع عالمياً، مصدرة منتجاتها إلى أكثر من 14 دولة. شمل هذا التوسع أسواقاً متنوعة في أوروبا: بما في ذلك بلجيكا، ألمانيا، واليونان الشرق الأوسط: مثل الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية شمال أفريقيا: بما في ذلك المغرب وكينيا وتنزانيا

هذا التوسع العالمي لم يكن مجرد إنجاز تجاري، بل كان أيضاً شهادة على جودة المنتج المصري وقدرته على المنافسة في الأسواق العالمية. يانسن أصبحت سفيراً للصناعة المصرية، تحمل معها قصة نجاح وطنية إلى العالم.